السبت، 19 مايو 2012

فلسفةُ عاشق






-1-


نَظرةٌ محمومةُ و عينان ملأى بالتعب ..!
هي نظرةٌ تسقي الجوارح و تفتق النُدب ,,
جليةٌ كانت كالتقاء السحب ,, و فصيحةٌ كألسنة العرب
تتحاور العينان , تجادل , تتعانق , وتبادل القُبل
في صمتٍ مُغدقٍ فالصمت أزكى للعشق و أقوم للأرق


-2-



كانت كلماتنا الأولى
تهطل كالوردات مع المطر
و تخطو أولى خطواتها مُتعثره
تراقص النسمات على وجه القمر
فَنغرِسُ الحُبَ فِي أرضٍ خصبةٍ
وَ نؤسسُ مملكةَ قلبينا القدسيةً ,
نكونها من أشلائنا
حجراً , حجراً
غيمةً , غيمة
زهرةً , زهرة
بسمةً , بسمة
قلوبنا عاصمةٌ , و أطرافنا باقي المدائن و الطرق
معاً نبايعُ بعضنا ,,
و نتوج بعضنا ,,
فأنا الحاكم , و أنتي إمبراطورةٌ عليها للأبد ..!
معاً نحيي شَعبنا المُتهافتُ ,
من شتَى الأحزابِ
فتأتي فراشاتِ الربيع..
حمراوات ,
زرقاواتٍ ,
و ملونة !!


و النَحل أفواجاً برائحةِ المطَر ,
حاملين الهدايا و أقراصِ العسـل
عصافير مغردةً تحِفُ بعرشنا
و تبادر مزقزةً كلما حييتها بالنظر



عنوانها صفحةً بيضاء على أديمِ السمَاء و تَجمعات الغيم و قطرات المطر
هذه مملكتنا أرضُ السماء
والعشقْ مِلتُنا ,
و الحُب غايتنا ,
و الطيبُ منهجنا ,
و الله ناظِرنا ,


و الشعب يهتف في فرحةٍ ,
تحيا الزعميةُ , يحيا الملك
تتوافد الأقوام لأرضِ حماناَ
شتى الأعراقِ و الأصنافِ يسكنون قُرانا
فراشاتُ الربيع
و أزهار الربيع
و أحلامُ صِبانا


شعبنا , وحياتنا , و هوانا



-3-



سينامُ طرفِي حاضناً عيناكِ
و تغفيّن فيِ قلبيَ للآبد
أغدقُ عليكِ دمي , و عشقي , و مدامي ْ


و تحفظين وِدي , وتؤنسين وحشتي
فأنت جُل مآربي
و أنتي مُنايَ و مطلبيِ
وأنتي أمي و أبي
و أصدقائي و أخوتي
أنتيْ , ما أنتي !؟
  ملاكاً
يحيل ظُلمةَ الليل نهاراً
و وحشةَ السجنْ حقولا
وَ حرقةَ القيدِ رذاذا
يراقُ دَمُ الحاسدينْ بنهجنا ,
و تقتل كُل المُغرضاتِ فدانا


يا ربة الطرف الكحيل , ما نالني
منكِ إلا صبابةٌ و عشقٌ أصابَ كِلانا
يا ربة القد النحيل , ألا أبشري
تلاشى العذاب وزال ما قد كانا
يا حبيبة قلبي , ألا اسعدي
قد حُلت اليومَ مجالسُ العدى
و لن يعود ذاك الذي أشقانا


-4-




أننزح عن عالم السماء هذا !؟
و نخالط البشر و الحيوان و الشرور ؟؟


فلنتزود بما نشاء , بعضاً من المطر وبعض الإبتساماتِ و السعادة
و شيئاً الفواكه و العصافير و الفراشات و النحل
لنشكل فِي أرضِهم نشيد الفرح
و دليلنا السامي نحو السعادة و الفرح
حباً لا تستطيع الأرض الصماء تجسيده , ولا البشر الحاقدين وصفه
ذلك الذي تعلمناه من زقزقات العصافير , ومن دبيب النمل , و قطر الندى
من لون البنفسج , و ريح الخزامى


و أعين الأطفال التي تشع
بالبرائة و الطهر
بشعاع الفجر و نسمات الصبا
فلنشكل لهم سيمفونيات عشقنا الأربع
مُشكلين فصولنا الأربع
وسعدنا الأمتع !!



-5-


بكل الجمال أحببنا الحياة ,
بكل فصولها و أيامها
و شطآنها و غاباتها


فالحب في قلوبنا راسخٌ كالجبال و أشجار السرو وينابيع الأنهار
تكون منذ بداية عهدنا كالبراكين و القارات و الجزر
الحب بدايةٌ لكل شيء ,,,
مازالت الأصوات تخنق الفضاء , تصيح و تنبح و تنفي
قدسية أرضنا و العشق !
تتناثر الاصوات في الهواء , فلا يسمع أحد
إلا أهل السخفِ و الغباء
و إستعباد النساء !!
ينددون بحرقةٍ ,
الحُب جريمة , و الحب رذيلةٌ
الحب بليةٌ , و الحب خطيئةٌ
تباً ,, لايفقهون الحبُ
سحقاً , لا يملكون قلوباً ؟
الحُب ... الذي لولاه ما بقينا بأرضكم
الحب الذي لولاه أصلاً مانزلنا من السماء


حناجرهم , تلوك آثامهم
و تمتلئ قلوبهم بسواد حقدهم


كيف لنا إخماد حرائقهم ..
بالماء , أم بالعطر أم بالعسل !!
فمثلهم تجردوا من كل أصل !!
هل نزيدُ من حرقهم , و نزيد من تعذيبهم بالصمت
و بالفرح و الورد و الخضرة و الشجر ؟؟
و نتوج الحبُ أميراً على عَرشِ قَلبينا ...
حينها حبيبتي سيصمت الجميع ,
ويحترق الجميع ....
ولن يتحدث أحد ؟؟!!




حاتم
12:00مساءاً
1/1/1432هـ

هناك تعليقان (2):

  1. غير معرف9:08 ص

    هي روحُ العاشق أخفُ مايمشي على هذهِ الأرض ، وإن أثقلتها غياهب التعب .. إحساسك طاغي

    ردحذف
  2. غير معرف3:38 ص

    يُحبني وأحبهُ .. وأرض الحب مكاننا .. لكننا رضعنا الكرة ثقافةً .. فتعلمنا بأن الحُب حراماً .. ف ياويل قلبي وقلبه


    لمى الراجي

    ردحذف