الثلاثاء، 15 يناير 2013

مابين العالم والظالم شعره !



مابين العالم و الظالم شعرة
تدوينه كتبتها في :29/3/2005م
أعدتُ نشرها بمناسبة  #إعادة_تكوين_هيئة_كبار_العلماء

تجول في خُلدي تساؤلاتٍ حارقة
في كنف الطفرة العلمية و التكنولوجية التي وسعت كافة أرجاء هذا الكوكب الأخضر !
الا أننا مازلنا نعاني من عقدة تسمى المشيخه , قد يستعجب القراء من فحوى حديثي ولكني أتسائل فحسب
فمن لدية الإجابة فليتكرم و يطفئ شعلة الفضول المستعرة بفكري
تحدث العديد من الخطباء في الجمعة الماضية عن فضل العلماء و جلالة قدرهم و يجب إحتراهم و الإستماع لإرائهم
و قد أوجز بعض الخطباء خطبهم بالفصل مابين الشطرين ألا و هما العلماء و العامة
و أن العلماء هم اللذين يدرئون الفتن و الأخطار عن الأمة قبل حدوثها و يوجهونها على النهج القويم و الأسس المتين و يصدون الأفكار الشيطانية الغازية قبل تفشيها في أوردة الامة و شرايينها
أما عن العامة فهم الذين لا يشعرون بالفتنة إلا بعد زوالها , و لا يفرقون بين الخير و الشر , أو الفتنة و الحق كمثل الماشية يسوقهم راعٍ
أو عالم "
أي أنه لا يؤخذ برأي العامة و هم لا يفقهون شيئاً , و ظنوا أن عقلية العلماء مصطفاة من بين البرية و من المستحيل أن يسمو لرفعتها فردٌ من العامة أو ما شابه
نأتي لأحد الأسئلة المبهمة
:
من هم علماء هذه الأمة ؟

فهذا التساؤل مليئٌ بالحيرة ,
فمن المعروف أن العالم هو الذي يعرف كل شيء عن شيء محدد ,
كالفيزيائي المتخصص , أو الطبيب المتخصص , و ما شابه ذلك
و هنالك من جهةٍ أخرى ما يسمى بـالعارف "
و هو الذي يعرف شيء واحد أو أكثر عن أشياء كثيرة ,
و هذا يكتسب بالثقافة و الإطلاع و التعلم دون التخصص بشيء محدد

هذه طبعاً الإجابة المنطقية لهذا السؤال ولكن لدينا نظرة أخرى عن العلماء في هذه الأمة
ألا و هي أن العالم هو الفقيه و الواعظ وأي شخصٍ يشتغل بالمحتوى الديني لا أكثر و لا أقل !
و بكل سهولة سيتم إسقاط البقية المتبقية من العلماء أصحاب العلوم الدنيوية من كفة ميزان العلماء بعيون
و التساؤل الآخر كيف لنا تحديد علماء الدين في وقت أصبح كل ملتحٍ عالم و شيخ
هل خريج كلية الشريعة المتحمس هو عالم ؟
أم مفحط تائب إلتحى و حفظ القرآن ينصب نفسه عالماً بدون وعي و إطلاع شرعي !
فـ العلماء هم ورثة الأنبياء كما نعلم , ولكن من ذا الذي يستحق لقب عالم في الدين , في وقت إشتبهت علينا كثير من الأمور , و غالبية مدعي العلم ماهم إلا حفنةٌ من المتعصبين الجهلاء أخذتهم العزة بالأثم !

بغض النظر عن إسقاط العلماء الدنيويين من قائمة العلماء العارفين , لكن تنصيب رجال الديان كسياسيين و إقتصاديين و إستخباراتيين لمعرفتهم بالفتن و حتى أطباء و مخترعين و فيزيائيين و كيميائيين كل هذا أصبح تحت مسمى العالم "السوبرمان " لهو ضربٌ من الحمق والتخبط والتبعيه ..

لدي تساؤل آخر أيضاً , هل رجال هيئة الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر "الحسبة" سيدعون للصلاة و يطاردون الشباب بين الأزقة و الشوارع و يحثون النساء في الأسواق على الحجاب و سيقومون بكافة إلتزاماتهم بالمجان !
فالأمر بالمعروف و النهي عن المنكر هو واجب على كل مسلم و مسلمة وليس على فئة محددة
و الأمر بالمعروف هو عمل تطوعي , هل سيعمل أحد بالهيئة إن كانت عمل تطوعي !
ومالغرض من هذا الجهاز , أهو لزيادة قبضة القمع التي تخنق المجتمع أصلاً ؟

عزيزي القارئ أخيراً , ماوجه الشبه بين الفاتيكان في قرون محاكم التفتيش الأوروبية وبين هيئة كبار العلماء ؟

أخيراً : الإسلام كما أراه الان , كهنوتي حتى النخاع

إن كنت لا تدري فتلك مصيبة و إن كنت تدري فالمصيبة أعظم !


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق