قال لي قائِلٌ
مالي أراك يا حاتمُ متثاقِلُ
أين قلمك منك وأين منك الأنامل
مالي أراكَ ساكناً لم تعد مثل ماضيك تُجادل
أين المقالاتُ والخطب
وأين الاعتراض وإحراق الفسادِ كالحطب
قلت له بِتَلعثمٍ :
نحن في دنيا الغَرق
فلا يُسمعُ فِيهَا أمثالنا
فصوتنا مبحوح
لا يسمعه إلا الأرق
وجيبنا محفور
في الفقر تغشانا النُدب
لن ننجو من حر قيظٍ أو وبل سحب العرق
فإننا اليوم سنطفو كرغوةٍ من زَبد
في بحر بلا حدود
لا ينجو فيها إلا أصحابَ الورق
وأنا غارقٌ في الحُمق
ففي حين كانوا يجمعونه
دنسته بمدادِ حُلمٍ فسُحق
فنصيحتي لك يا لائمي فأنتصح
إياكَ وإياكَ أن تكتب عليه
إن كنت تتمنى أن تسمع
أكتفي فقط بتكديس الورق !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق